الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

أقسام الناس في حكم الإرهاب ....

( أقسام الناس في حكم الإرهاب )

الناس في إطلاق كلمة ( إرهاب ) طرفان ووسط


الطرف الأول ( أعداء الإسلام ومقلدوهم )



الذين توسعوا في كلمة ( الإرهاب ) فطفقوا يرددونها ترديداً غالياً ويطلقونها على كل ملتزم بدين الإسلام من العلماء الربانيين والدعاة المصلحين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات


كما يطلقونها على غيرهم ممن يدعي أنه من دعاة الإسلام ولكنه يسلك مسالك الحمقى في دعوة الخلق إلى الالتزام بدين الإسلام وأحكام شريعته –حسب زعمهم -


وهذا الإطلاق العام على أولئك وعلى هؤلاء لايقره شرع ولاعقل

بل لاشك أنه إرهاب منهم باسم محاربة الإرهاب والإزراء على أهله المقصود من تشويه الإسلام العظيم والحط من قدر أهله وهضم حقوقهم ليصل الأعداء بهذه الدعوة المغرضة إلى صد الناس عن الدخول في الإسلام الذي لاحياة طيبة للبشرية في العالم كله إلا في ظله


لأنه الدين الحق والخاتم لجميع الأديان السماوية والناسخ لها والمهيمن عليها ولايقبل الله ديناً من أحد سواه لامن العرب ولامن العجم ولامن اليهود ولامن النصارى ولامن أي صاحب نحلة توجد مع هذا الدين الإسلامي الحنيف بدليل قول الله تعالى (( إن الدين عند الله الإسلام ))

وقوله سبحانه (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ))


وقول النبي صلى الله عليه وسلم (( والذي نفس محمد بيده لايسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولانصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )) أخرجه مسلم

وقوله صلى الله عليه وسلم (( والذي نفسي بيده لو كان موسى حياً ماوسعه إلا أن يتبعني ))


( أخرجه أحمد3/ص387)

هذا ولايخفى على العقلاء العارفين بمكر الماكرين من أعداء الإسلام ومقلديهم أن السبب الباعث لهذا الطرف الغالي في تعميم إطلاق كلمة ( الإرهاب ) على كل متدين بقطع النظر عن سلوكه وتصرفه


هو تصرف من يزعمون بأنهم دعاة إلى الإلتزام بدين الإسلام وأحكام شريعته كما أسلفت غير أنهم ابتكروا وسائل الإرهاب الحسي ليحققوا بها غايتهم المنشودة باسم الدعوة إلى الحكم بشريعة الإسلام فحملوا السلاح في المجتمعات فقتلوا من قتلوا وأخافوا من اخافوا بدون فرق بين الأبرياء والخصوم وبعضهم يفعل ذلك جهلاً وغروراً وتقليداً لقلة الفقه في الدين عموماً وقلة الفهم بمنهج دعوة الإسلام خصوصأ .



الطرف الثاني

غلو في نفي وجود أي إرهاب أو إرهابيين نفياً عاماً واعتبروا تداول هذه الكلمة من نسيج اليهود والنصارى ومقلديهم من العلمانييين والشهوانيين –على حد تعبيرهم
-


وهؤلاء الغلاة في النفي هم الذين ابتلوا بالتنظيمات السرية والتكتلات الحزبية ضد جميع حكام العالم الإسلامي بعد أن أطلقوا عليهم ( أنهم كفار أ و فساق ظلمة لأنهم يحكمون بغير ماأنزل الله )

ثم انطلقوا إلى التخطيط للانقلاب عليهم بشتى الوسائل الفوضوية كالاغتيال للحكام ولرجال حكوماتهم

والتفجير في المنشآت الخاصة والعامة تشفياً وانتقاماً وكيداً حزبياً كما يزعمون .


ومن جراء هذه التصرفات انتشرت الفوضى في المجتمعات وحدثت زعزعة الأمن بماأدخلوا على الناس من إرهاب حسي وفكري وحصل من الاضطراب مايعرفه الصديق والعدو في العصر الحديث بسبب التصرفات العارية من البصيرة والمتنكبة لمنهج الدعوة إلى الله على الهدي النبوي الشريف .


والمعروف بالسبر والتتتبع للسبب الباعث لهؤلاء الغلاة في نفي الإرهاب بنوعيه الحسي والفكري هو الحرص على تطبيق بنود المناهج المستوردة الوضعية التي أسسها زعمائهم على اختلاف اتجاهاتهم والتي تتلقي غالباً على السعي الحثيث للإطاحة بكل حكومة من الحكومات العربية والإسلامية كي تقوم الخلافة الإسلامية الموعود بها في آخر الزمان إذا أنها في نظرهم لاتقوم إلا بالجهود التي تبذل في سبيل إيجادها .


وللإخوان المسلمون أكبر أمل في أن تقوم بجهودهم وجهادهم بواسطة المنهج الذي يسيرون عليه منذ تأسيس حزبهم الذي مضى على تأسيسه أكثر من سبعين عاماً من الزمن وهو في اعوجاجهم سائرون وإليه يدعون وله ينصرون وفيه يوالون وفيه يعادون سراً وجهراً جماعات وفرادى ذكوراً وإناثا كما نصت عليه بنود المنهج وقرره منظروه والله المستعان على مايصفون .


والقول الوسط الذي يظهر من نصوص الشريعة ومن قواعد الفقهاء السلفيين الذين طلبوا الهداية من الله صادقين فهداهم الصراط المستقيم فرزقوا العلم النافع الذي أثمر لهم العمل الصالح في كل زمان ومكان وفي كل وقت وحين هو إن الإرهاب بنوعيه حاصل وواقع لاينكره إلا أصحاب التضليل والتلبيس على الناس ليغطوا تنظيماتهم الجماعية وتكتلاتهم الحزبية .


وهو قسمان

قسم مشروع نص على شرعيته الكتاب والسنة وهو إرهاب الكفار والمنافقين



أما الكفار فبإعداد العدة الحربية لإرهابهم بالسلاح وإرهابهم بالوعيد الشديد الذي جاء ذكره الله في نصوص الكتاب والسنة

قال تعالى (( وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم ...الآية ))

وذلك الإعداد يكون من قبل الدولة الإسلامية التي أكرمها الله بوالٍ يحكم بالكتاب والسنة ويرفع علم الجهاد بكل ماتحمله كلمة الجهاد من معنى عند توفر شروطه وانتفاء موانعه لابإسلوب الفوضى الذي يخرب ولايبني ويفسد ولايصلح .

وأما المنافقون فيكون إرهابهم بالحجة والبرهان حتى تنخلع قلوبهم وتبلغ الحناجر إذ هم يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون .


وهكذا جاء في السنة المطهرة كيفية إرهاب أهل الإسلام والإيمان والإحسان لأهل الكفر والطغيان بالسيف والسنان والحجة والبرهان


وقد تجلى في خوض المعارك الباسلة التي التقى فيها الجيشان جيش الإيمان وجيش جحافل الكفر والطغيان كما هو معروف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين الفاتحين ومن سار على نهجهم من المؤمنين المجاهدين ولم يبدلوا تبديلاً .


فهذا في غاية الوضوح فلا يحتاج إلى كثرة الاستدلال والبيان .


وقسم لايجوز بحال

وهو الذي تقدم الحديث عنه مفصلاً وضربت له الأمثلة وتعددت صوره و وتنوعت قضاياه واستحق أن يسمى بهذا الاسم لما فيه من الإخافة والترويع الحسي والمعنوي .


والله المستعان .


( من كتاب الإرهاب وآثاره على الأفراد والأمم

للشيخ زيد المدخلي حفظه الله ص 119-123)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق