الخميس، 29 ديسمبر 2011

الأدلة على بطلان الاشتراكية ...للشيخ ابن عثيمين

الحمد لله الحكيم في قدره وشرعه


الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد هو الرحمن الرحيم

فلاأرحم بخلقه منه العليم الذي وسع علمه ورحمته كل شئ

الحكيم الذي وضع كل شئ موضعه اللائق به ( وربك يخلق مايشاء ويختار ) ( القصص 68)

وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله المبعوث بالهدى والرحمة


صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم أفضل الأمة علماً وورعاً وسياسة ورعاية


وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً .

أما بعد :

فإن الله تعالى ابتلى المسلمين في عام 1381هـ بظهور قانون ظالم جائرخارج على أحكام الله وحكمه

مبني على ظلم العباد وإلقاء العداوة بينهم وظهور البطالة في صفوفهم.



والقضاء على مواهيهم الكسبية والعاطفية والعقلية


ذلك النظام هو مايسمونه بالاشتراكية التعاونية وهو مبني على تحديد الملكية الفردية

وإذابة الطبقات التميزية ليكون الناس سواء في الفقروالعبودية والذل تحت نظام هذا القانون الفاسد الطاغي.

ومن المؤسف حقاً أن يحاول معتنقوه ومن ساعدهم إدخاله في أحكام الإسلام المبنية على العدل والرحمة وإعطاء كل ذي حق حقه

ويأتوا على ذلك بآيات وآحاديث متشابهة ويدعوا النصوص المحكمة الصريحة ليكونوا ممن قال الله فيهم

( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) ( آل عمران 7)

وهكذا حال هؤلاء الذين اتبعوا ماتشابه منه ليفتنوا الناس ويصدوهم عن دينهم

نسأل الله تعالى أن يحمي المسلمين من فتنتهم إما بهدايتهم إلى الصراط المستقيم وإما بهلاكهم عن قريب وإبدالهم بمن ينصر الإسلام وينصح له


إنه هو السميع العليم .

ولما كان الواجب على كل مسلم أن يبلغ دين الله إلى أمته وان يدعو إلى الله على بصيرة وأن يدفع الشبه التي يتشبث بها المبطلون

( ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة ) ( الانفال 42)

رأيت من الجدير أن أكتب في هذا مايمن الله به وأسأل الله أن يجعل عملي خالصاً لوجهه

وأن يعينني على ماقصدت ولايكلني إلى نفسي ولا إلى غيره طرفة عين .


فأقول وبالله التوفيق :

هذا المذهب الاشتراكي الذي يزعمونه تعاونياً قد دل الدليل على بطلانه وفساده ومناقضته لشريعة الإسلام أعظم مناقضة وذلك من وجوه :

الوجه الأول :

أن هذا المذهب الاشتراكي لم يكن موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد خلفائه الراشدين ولافي في من بعدهم من الممالك الإسلامية

وحينئذ فإما أن يكون الحق فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ومن بعدهم من ولاة المسلمين وأئمتهم

او فيما كان عليه هؤلاء الاشتراكيون

والثاني باطل قطعاً وإلا لزم ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وأئمة المسلمين من بعدهم كانوا على ضلال وجور وهضم للشعوب حقوقها

حتى يأتي أفراخ الشيوعية وبعد مضي ثلاثة عشر قرناً وأكثر من ثلا ثة أرباع القرن

فيسيروا في عباد الله السيرة التي يرضاها الله السيرة المبنية على العدل والرحمة


وإيصال حقوق الشعوب إليها بسلب الشعوب ونهبها

وسومها سوء العذاب وقتل مواهبها وإلقاء العداوة والبغضاء بينها


هذا هو العدل !

وهذه هي الرحمة !

وهذا هو إيصال الحقوق إلى أهلها !

وهذا هو الصراط المستقيم الذي خفي على محمد بن عبد الله رسول رب العالمين

وأعدل الخلق وأورعهم صلى الله عليه وسلم

وخفي على خلفائه ومن بعدهم من أئمة المسلمين وولاتهم !

او كان معلوماً عندهم ولكن عدلوا بالخلق عنه ظلماً وعدواناً وخيانة وغشاً !!!


 http://alqumaa.net/vb/showthread.php?t=67877

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق