الأربعاء، 11 يوليو 2012

الرد على من أنكر حد الردة ...الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

الرد على من أنكر حد الردة


قد نتج عن القول بحرية الرأي إنكار حدِّ الردة لأنه يتعارض معها بزعم من يرى ذلك. قالوا ولأنه لم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قتل مرتداً. قالوا ولأنه يتعارض مع قوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). قالوا ولأن حدَّ الردة لم يرد في القرآن. هذا حاصل ما وقفت عليه من تعليلاتهم لذلك. والجواب عن ذلك:

1- حدُّ الردة ثابت بإجماع الفقهاء. قال ابن قدامة في المغني (8-126) الرابع يعني من أحكام المرتد: أنه إذا لم يتب قتل - وهو قول عامة الفقهاء.

2- أن قتل المرتد فيه حفظ للعقيدة من العبث، لأن الشريعة تحفظ الضرورات الخمس - العقيدة والنفس والعرض والنسل والمال والأمن.

3- أما كون حدِّ الردة لم يُذكر في القرآن فقد جاء في السنَّة الصحيحة. مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من بدَّل دينه فاقتلوه" وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث - الثيِّب الزاني - والنفس بالنفس - والتارك لدينه المفارق للجماعة) وقد قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)، وقد أمر الرسول بقتل من بدَّل دينه فوجب قتله.

4- أما قوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) معناه أنه لا يكره أحدٌ على الدخول في الإسلام. وحدُّ الردة عقوبة على الخروج من الإسلام وليست لأجل الدخول فيه. لأن الذي دخل في الإسلام قد اعترف بأنه حق ثم تركه عن علم؛ فهو متلاعب بالدين فاستحق القتل على ذلك حماية للعقيدة عن العبث.

5- حرية الرأي تكون فيما للرأي فيه مجال ولا مجال للرأي في أمور العقيدة وأمور الدين. لأن هذه الأشياء مبناها على الإيمان والتسليم والانقياد.

6- حدُّ الردة حدٌّ من حدود الله لا يجوز تعطيله لأي اعتبار، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ويم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، وحدُّ الردة أعظم من حدِّ السرقة. والنبي صلى الله عليه وسلم منع الشفاعة في الحدود وشدَّد في ذلك.

7- أما أنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل مرتداً فجوابه أن الرسول ترك ذلك لمانع وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه".

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

1433-07-19هـ

الجمعة، 6 يوليو 2012

ثبات أهل الإيمان في الفتن (للشيخ عبد الرزاق البدر)

ثبات أهل الإيمان في الفتن

إنَّ الفتن الملمَّة والأحداث المدلهمة إذا حلَّت بالناس ونزلت بهم أظهرت حقائقهم وكشفت معادنهم وميَّزت طيِّبَهم من خبيثهم وحسنهم من سيِّئهم ، ولله الحكمة البالغة في ذلك { لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [الأنفال:37] ، وهذه من حكمة الله في ابتلائه خلقه ، قال الله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } [محمد:31] .

والحياة كلها ميدان ابتلاء ودار امتحان والناس فيها ليسوا سواء ؛ فمنهم مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ، ومنهم من يعبد الله على علم وبصيرة وإيمان راسخ وعقيدة صحيحة ؛ فإن أصابته فتنة صبر فكان خيراً له ، وإن أصابته نعمة شكر فكان خيراً له ، وهذا لا يكون لأحد إلا للمؤمن ، فأمره كله خير ، وأحواله كلها حسنة طيبة ، وعواقبه كلها حميدة { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [الأعراف:128] .

إنَّ للإيمان الصحيح والعقيدة السليمة أثراً قوياً ودوراً بارزاً في التغلب على الأحداث والملمات ، والمصائب والمحن ، والنوازل والفتن ؛ ذلك أنَّ صاحب الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة تعلَّم من دينه أموراً مهمة ودروساً عظيمة تُعينه على الثبات في الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن أهم هذه الأمور ما يلي :

أولاً : أنه يعلم علم يقين لا يخالطه شك ولا يداخله ريب أنَّ خالق هذا الكون وموجده ومدبر شؤونه هو الله وحده لا شريك له ، وأنه وحده المتصرِّف فيه ، وأنه لا يكون فيه إلا ما شاء تبارك وتعالى ، فأزمَّة الأمور كلها بيده ، ومقاليد السماوات والأرض كلها له ، فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير .

ثانياً : أن الله جل وعلا تكفَّل بنصر أهل الإيمان وحفظ أهل الدين ، ووعد بذلك ووعده الحق ، وأخبر بذلك في كتابه وكلامه صدق وحق ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } [محمد:7-8] ، وقال سبحانه : { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران:126] ، وقال تعالى : { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج:40] ، وقال تعالى : { وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم:6] .

ثالثاً : أنَّ الله وعد في كتابه بخذلان الكافرين وإبادتهم وقصم ظهورهم وقطع دابرهم وجعلهم عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين كما قال تعالى : { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } [التوبة:98] . وشواهد ذلك في التاريخ كثيرة لا تحصى وعديدة لا تُستقصى ، فهو سبحانه يملي للظالم ولا يهمل ، وإذا أخذه أخذه بغتة { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود:102]

رابعاً : أن المؤمن يعلم أنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي أجلها وتستتم رزقها ، فلن يموت أحد قبل منيَّته ولا بعدها { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [يونس:49] ، فالآجال محدَّدة والأعمار مؤقَّتة ، ولكل أجل كتاب ولكل نفس ميعاد ، ولا يحول بين المرء وبين أمر الله شيء ، كما قال تعالى : { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } [النساء:78] ، فلا القصور المنيعة تحمي ، ولا السراديب الخفية تقي ، ولا البروج المشيدة تمنع .

خامساً : أنَّ المؤمن لشدة ثباته وقوة يقينه لا تزعزعه الأراجيف ولا تخوِّفه الدعايات ، بل إنه إذا خوِّف بالذين من دون الله زاد إيماناً وثقة بالله وتوكلاً واعتماداً عليه ، كمثل الصحابة رضي الله عنهم { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [آل عمران:173-174] .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : (( { حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }))[1] ومعنى حسبنا الله : أي كافينا .

سادساً : أنَّ صاحب الإيمان الصحيح لا يعتمد في أموره كلها إلا على الله وحده ولا يفوض أموره إلا له ولا يتوكل إلا عليه ولا يستعين إلا به ، قال تعالى { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [الطلاق:3] ، وقال تعالى : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة:23] ، وقال تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } [الفرقان:58] ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول : ((اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ )) [2] .وضرب في السيرة العطرة أروع الأمثلة وأبلغها في الثقة بالله وشدة الاعتماد عليه ، ومن ذلك – على سبيل المثال – ما ثبت في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أَنَّهُ غَزَا مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ وَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : (( إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ اللَّهُ )) - ثَلَاثًا - وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ [3]. فتأمل هذا الثبات العظيم والثقة الكاملة بالله تعالى ، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .

سابعاً : أنَّ المؤمن يعلم أنَّ التوكل الحقيقي لا يتم إلا بأمرين اثنين لابد منهما :

الأول : اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه -كما قال ابن القيم رحمه الله - بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشوش الأسباب ولا سكون إليها ، بل يخلع السكون إليها من قلبه ويلبسه السكون إلى مسببها وهو الله . وعلامة هذا : أنه لا يبالي بإقبالها وإدبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند إدبار ما يحب منها وإقبال ما يكره ، لأن اعتماده على الله وسكونه إليه واستناده إليه .

والثاني : إثبات الأسباب والقيام بها ، وقد كان سيد المتوكلين وإمامهم وحامل لوائهم محمد صلى الله عليه وسلم يقوم بفعل الأسباب وما أخلَّ بشيء منها ؛ فقد ظاهر بين درعين يوم أحد ، واستأجر دليلاً مشركاً على دين قومه يدلُّه على الهجرة ، وكان يدَّخر القوت لأهله ، وكان إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد معه ، وجميع أصحابه كانوا كذلك ، فهم أولوا التوكل حقاً .

فمن أنكر الأسباب لم يستقم منه التوكل ، ومن اعتمد على الأسباب لم يكن من أهل التوكل ، والأمر كما قال بعض أهل العلم : " الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدحٌ في الشرع ، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألَّف من موجب التوحيد والعقل والشرع " .

ثامناً : ثمَّ إنَّ المؤمن في الأمور الملمات والأحوال المدلهمات يجد من قلبه إقبالاً شديداً على الله وانكساراً بين يديه وخضوعاً له ، فتراه مقبلاً على الله بالدعاء والسؤال والرجاء أن يجنِّب المسلمين الفتن ويخلِّصهم من المحن ، والله تبارك وتعالى قريب من عباده يسمع نداءهم ويجيب دعاءهم ويغيث ملهوفهم ويجبر كسيرهم ويكشف مصيبتهم { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل:62] ، لا أحد غيره تعالى ، فمن سأله بصدق وإخلاص وعزيمة ورجاء أجاب دعاءه وحقَّق رجاه فهو القريب المجيب سبحانه . ولربما انكشف ما يحلّ بالمسلمين من بلاء وما ينزل بهم من محن بدعوة صالحة من رجل صالح في لحظة انكسار وساعة إجابة ، فالدعاء أمره عظيم وشأنه جليل .

والله المسؤول وحده أن يجنِّبنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فلا إله إلا الله وحده ، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده . وصلى الله وسلَّم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

********

________________

[1] رواه البخاري (4563) .

[2] رواه البخاري (7383) ، ومسلم (2717) واللفظ له .

[3] رواه البخاري (2913) ومسلم (843).

الأربعاء، 16 مايو 2012

سؤال وجواب في التوحيد والعقيدة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

س1: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟


ج1: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.

س2: من ربك؟


ج2: ربي الله الذي رباني وربي جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: " الحمدُ للهِ رب العالمين " [ الفاتحة:2، ومواضع ] وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحدٌ من ذلك العالم.



س3: ما معنى الرب؟


ج3: المالك، المعبود، المتصرف، وهو المستحق للعبادة.


س4: بم عرفت ربك؟


ج4: أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: " ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تسجدوا للشمسِ ولا للقمرِ واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " [فصلت:37]، وقوله تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السمواتِ والأرضَ في ستة أيامٍ ثُم استوى على العرشِ يُغشي الليلَ النهارَ يطلبه حثيثاً والشمسَ والقمرَ والنجُومَ مسخراتٍ بأمرهِ ألا لهُ الخلقُ والأمرُ تبارك الله ربُ العالمين " [الأعراف:54].

س5: ما دينك؟


ج5: ديني الإسلام، والإسلام هو: الاستسلام والانقياد لله وحده، والدليل عليه قوله تعالى: " إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران: 19]، ودليل آخر قوله تعالى: " ومن يبتغِ غيرَ الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين " [آل عمران: 85]، ودليل آخر قوله تعالى: " اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكمُ الإسلام ديناً " [ المائدة:3 ].

س6: على أي شيءٍ بني هذا الدين؟

ج6: بني على خمسة أركان، أولها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً (1).



س7: ما هو الإيمان؟


ج7: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره (2)، والدليل قوله تعالى: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ " [البقرة:285].



س8: وما الإحسان؟

هو أن تعبد الله كأنك تراه فإنه لم تكن تراه فإنه يراك (3)، والدليل عليه قوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ " [النحل:128].

س9: من نبيك؟


ج9: نبيي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وهاشمٌ من قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح عليه الصلاة والسلام.

س10: وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيءٍ أرسل؟


ج10: نُبء بـ (( اقرأ ))، وأرسل بـ (( المدثر )) (4).

-------------------------------------------
(1) معنى حديث اين عمر الذي أخرجه الشيخان البخاري (8) ومسلم (16) وغيرهما.


(2) (3) وهذا - أيضاً - معنى حديث جبريل المشهور الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وسلمعن الإيمان والإسلام والإحسان أخرجه الشيخان البخاري ( 4777.50 ) ومسلم (9) من حديث أبي هريرة، وأخرجه - أيضاً - مسلم (8) وغيره من حديث عمر رضي الله عنه.


http://alqumaa.net/vb/showthread.php?t=32681 

هل السلفية تشابه الليبرالية ... صالح بن فوزان الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

س21:

كتب بعضهم أن السلفية تشابه الليبرالية وأنها ضد التطور والإبداع ؟

الجواب :

هذا كلام باطل

لإن الليبرالية والعلمانية معناها فصل الدين عن الدولة

ويجعلون الدين خاصاً بالمساجد فقط

ولاشأن له في أمور الحياة لافي المعاملات ولافي شؤون الحكم ولايتدخل في شؤون الناس

هذا معنى العلمانية .

أما السلفية التي كانت على منهج السلف الصالح

فالدين شامل ولله الحمد لأمور الدين والدنيا والآخرة

كما قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) ( سورة المائدة : 3)

فلو قيل الدين قاصر على المساجد صار الدين ليس بكامل بل ناقص ولايشمل الحياة

ولايشمل أمور الناس

هذا كذب وافتراء وخلط بين الحق والباطل .

( مسائل علمية وفتاوى شرعية للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ص36

جمع محمد بن فهد الفريح ط دار الصميعي )

الخميس، 19 يناير 2012

إنكار المنكر لا بد منه فلا يسقط عن مسلم ...الشيخ العلامة صالح الفوزان

إنكار المنكر لا بد منه فلا يسقط عن مسلم

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» وفي رواية «وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل»، فهذا الحديث فيه:


أولاً: وجوب إنكار المنكر على كل مسلم.


ثانياً: أن القيام بالإنكار يكون بحسب الاستطاعة؛ لأن لفظ: «فمن لم يستطع»، يفيد بأن القيام بالإنكار بحسب القدرة كما قال الله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)، فلا يسع المسلم أن يترك الإنكار وهو يستطيعه؛ لأن من لا ينكر المنكر بالفعل وهو يستطيع فإنه يأثم ويهلك مع الهالكين عند نزول العقوبة، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ. كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ).



ثالثاً: أن الاستطاعة لإنكار المنكر تتفاوت، فمن كان يستطيع الإنكار باليد، وذلك بإزالة المنكر، وجب عليه ذلك، وهذا من اختصاص ولي الأمر أو مَنْ يُنيبه. ومن لم يستطع الإنكار باليد ممن ليس له سلطة ولا نيابة عن السلطة فإنه ينكر باللسان، وذلك بالنهي عنه والوعظ والتذكير وإبلاغ السلطة عنه لتزيله.



ومن لم يستطع الإنكار باللسان إما لعدم القدرة على البيان لقلة علمه، أو لأنه ممنوع من البيان من قِبل الولاة الظلمة، فإنه يُنكر المنكر بقلبه، وذلك بكراهة المنكر وأهله، والابتعاد عن مكانه ومخالطة أهله؛ فلا يجوز له الجلوس معهم ومصاحبتهم؛ لئلا يكون مثل بني إسرائيل ينهون صاحب المنكر في أول الأمر فإذا لم يتركه جالسوه، وأكلوا معه وشاربوه، فلما رأى الله ذلك منهم لعنهم على ألسنة أنبيائهم.



وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من أن نفعل مثل فعلهم، فلا يقل أحدنا نصحت ولم يُقبل مني ثم يجلس مع العصاة وأصحاب المنكرات، قال الله تعالى:


(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).


إذا تبيَّن هذا فلا وجه لقول من قال: إن الإنكار لا يكون إلا لمن كان له سلطة، ويمنع من الإنكار بالبيان والتذكير والموعظة وإبلاغ المسؤولين عن مواقع المنكر، أو من يقول الإنكار باللسان تطوع، ويسمي القائمين به بالمتطوعين، وهذا غلط؛


لأن القيام به واجب وليس تطوعاً، ولا يجوز منع القائمين به في الأسواق والمهرجانات وسائر أماكن التجمُّع؛ فهذا القائل يُسقط مرتبة عظيمة من مراتب إنكار المنكر، نصَّ عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي «الإنكار باللسان»؛



فإنها لا تسقط إلا عما لا يقدر عليها، ويكون منكِراً بقلبه، ولا بد؛ لأنه لا يُمنع من الإنكار بقلبه أبداً.



ونحن في بلادنا - والحمد لله - لم نبلغ إلى المنع من الإنكار باللسان، وولاة أمرنا - حفظهم الله - يشجِّعون على ذلك ويتقبلونه إذا كان كما أمر الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.


ووجود جهاز الحسبة في بلادنا ورعاية الدولة له وسام شرف لنا، وصمام أمان في المجتمع. أدام الله ذلك، ووفَق ولاة أمرنا للمحافظة عليه وتعزيزه وتقويته؛


فهذه الدولة المباركة ما زالت تراعي هذا الجانب، وتوليه العناية التامة في جميع أدوارها منذ قامت على يد الإمامين:


الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود - رحمهما الله وبارك في عقبهما -


تحقيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى».



هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء

حكم قول الجهلة عن علماء السنة ( علماء حيض ونفاس ) للشيخ العلامة الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ العلامة الفوزان حفظه الله


(( ... خلقه الله لحكمة وهو يعتري النساء المسلمات قل من تسلم منه



فتحتاج الى معرفة مايلزمها من أمور دينها حالة الحيض



فبينه الله سبحانه وتعالى في كتابه وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته



وتدارسه العلماء من وقت الصحابة الى وقتنا هذا وعقدوا له باباً في كتب العلم .


لكن مع الأسف الآن فيه أناس من المثقفين

والذين يزعمون الفهم والحذق وفقه الواقع يعيرون العلماء ويقولون ( إنهم علماء حيض ونفاس )


وهؤلاء يخشى من الردة لأنهم تنقصوا حكماً من أحكام الله



فإن الله سبحانه وتعالى أنزل أحكام الحيض على نبيه صلى الله عليه وسلم في قرآن يتلى

والذي يستهزي بشئ من احكام الدين واحكام الكتاب والسنة يكون مرتداً






إلا أن يكون له عذر بالجهل أو التأويل يدرأ عنه الردة


وإلا فإن الأمر خطير جداً .



فلايجوز أن يستهزأ بشئ من الأحكام الشرعية الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله .


والذي يدرس ذلك مأجور وله فخر .


أما أن يستهزأ به أو يتنقص !!!


وهذا سببـــــــــــــــــــــــــــــــه



الجهل المركب في بعض الناس


وأيضا التعصب لما هم عليه من الخطأ


فإذا قيل لهم أنتم على خطأ قالوا :

(( أنتم ماعندكم إلا الحيض والنفاس وآداب قضاء الحاجة ماعندكم غير هذا ))




فالواجب على من وقع في شئ من هذا أن يتوب الى الله عزوجل

المبادرة الى التوبة وإلا فالأمر خطير جداً .




قال الله تعالى (( ذلك بأنهم كرهوا ماأنزل الله فأحبط أعمالهم ))



فمن كره شيئاً مما انزل الله فإنه يرتد ويحبط عمله كما في هذه الآية الكريمة .


فالواجب علينا أن نفكر وان لانتجازف في الكلام .



إذا أبغضنا شخصاً أو أشخاصاً أو صار بيننا نزاع يتطرق الأمر الى أحكام الله ويستهزأ بها

الأمر خطير جــــــــــــــداً



إذا صار بيننا نزاع يكون هذا فيما بيننا ونتصالح ونتفاهم لأننا إخوة .


أما ان يحملنا التعصب والحقد أن نتناول أحكام الله ونستهزأ بها ونعير من يتفقه فيها


الأمر خطير جداً .


ويجب التنبه لهذا


المسألة ليست مسألة تعصب لمذهب أو لحزب او لجماعة


المسألة مسألة دين ومسألة عقيدة قبل كل شئ ...))
ا. هـــ كلام الشيخ حفظه الله .

شرح بلوغ المرام ( كتاب الطهارة -باب الحيض شريط رقم 29 الوجه أ )

الاثنين، 2 يناير 2012

حكم الأغاني والموسيقى ....اللجنة الدائمة

بيان من اللجنة الدائمة للإفتاء بشأن تحريم الغناء والموسيقى


بسم الله الرحمن الرحيم


الرقم / 277/2
التاريخ / 11/1/1421هـ


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : -


فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على مقال نشر في الملحق لجريدة المدينة الصادر يوم الأربعاء الموافق 30/9/1420هـ بعنوان : ( ونحن نرد على جرمان )


بقلم : أحمد المهندس رئيس تحرير العقارية يتضمن إباحة الغناء والموسيقى والرد على من يرى تحريم ذلك ويحث المهندس على إعادة بث أصوات المغنين والمطربين الميتين تخليداً لذكراهم وإبقاء للفن الذي قاموا بعمله في حياتهم ولئلا يحرم الأحياء من الاستماع بسماع ذلك الفن ورؤيته ، وقال : ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء والموسيقى .


ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات كالزواج والأفراح ثم قال : وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها البعض في منع الغناء والموسيقى لا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض ، ثم ذكر آراء لبعض العلماء كابن حزم في إباحة الغناء وللرد على هذه الشبهات تقرر اللجنة مايلي :-

أولاً : الأمور الشرعية لا يجوز الخوض فيها إلا من علماء الشريعة المختصين المؤهلين علمياً للبحث والتحقيق ، والكاتب المدعو / أحمد المهندس ليس من طلاب العلم الشرعي فلا يجوز له الخوض فيما ليس من اختصاصه ، ولهذا وقع في كثير من الجهالات ، القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم ، وهذا كسب للإثم ،وتضليل للقراء

كما لا يجوز لوسائل الأعلام من الصحف والمجلات وغيرها أن تفسح المجال

لمن ليس من أهل العلم الشرعي أن يخوض في الأحكام الشرعية


ويكتب في غير اختصاصه حماية للمسلمين في عقائدهم وأخلاقهم .

ثانياً :


الميت لا ينفعه بعد موته إلا مادل عليه دليل شرعي ومن ذلك مانص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )


وأما المعاصي ، التي عملها في حياته ومات وهو غير تائب منها – ومنها الأغاني – فانه يعذب بها إلا أن يعفو الله عنه بمنه وكرمه .

فلا يجوز بعثها وإحياؤها بعد موته لئلا يلحقه إثمها زيادة على إثم فعلها في حياته لأن ضررها يتعدى إلى غيره كما قال عليه الصلاة والسلام :


(( ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة )) . وقد أحسن أقاربه في منع إحياء هذه الشرور بعد موت قريبهم .

ثالثاً :


وأما قوله : ( ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء والموسيقى فهذا من جهله بالقرآن . فإن الله تعالى قال { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } قال أكثر المفسرين : معنى ( لهو الحديث ) في الآية الغناء .


وقال جماعة آخرون : كل صوت من أصوات الملاهي فهو داخل في ذلك كالمزمار والربابة والعود والكمان وما أشبه ذلك وهذا كله يصد عن سبيل الله ويسبب الضلال والإضلال .


وثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه الصحابي الجليل أحد علماء الصحابة رضي الله عنهم أنه قال في تفسير الآية : إنه والله الغناء .


وقال : إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل .


وجاء في المعنى أحاديث كثيرة كلها تدل على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب وأنها وسيلة إلى شرور كثيرة وعواقب وخيمة ، وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه : ( إغاثة اللهفان ) الكلام في حكم الأغاني وآلات اللهو .

رابعاً :

قد كذب الكاتب على النبي صلى الله عليه وسلم حيث نسب إليه أنه كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات كالزواج والأفراح ،


فإن الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رخص للنساء خاصة فيما بينهن بضرب الدف والإنشاد المجرد من التطريب وذكر العشق والغرام والموسيقى وآلات اللهو مما تشمل عليه الأغاني الماجنة المعروفة الآن ،


وإنما رخص بالإنشاد المجرد عن هذه الأوصاف القبيحة مع ضرب الدف خاصة دون الطبول وآلات المعازف لإعلان النكاح بل صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري أنه حرم المعازف بجميع أنواعها وتوعد عليها بأشد الوعيد ،


كما في صحيح البخاري وغيره من كتب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :


( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة ـ يأتيهم ـ يعني الفقير لحاجة فيقولن : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )


والمعازف الغناء وجميع آلاته .


فذم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم من يستحلون الحر وهو الزنا ويستحلون لبس الحرير للرجال وشرب الخمور ويستمعون الغناء وآت اللهو .


وقرن ذلك مع الزنا والخمر ولبس الرجال للحرير مما يدل على شدة تحريم الغناء وتحريم آلات اللهو .

خامساً :


وأما قوله : وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها من منع الغناء والموسيقى ولا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض ـ فهذا من جهله بالسنة فالأدلة التي تحرم الغناء بعضها في القرآن وبعضها في صحيح البخاري كما سبق ذكره وبعضها في غيره من كتب السنة وقد اعتمدها العلماء السابقون واستدلوا بها على تحريم الغناء والموسيقى .



سادساً :ماذكره عن بعض العلماء من رأي في إباحة الغناء فإنه رأي مردود بالأدلة التي تحرم ذلك والعبرة بما قام عليه الدليل لا بما خالفه فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .


فالواجب على هذا الكاتب أحمد المهندس أن يتوب إلى الله تعالى مما كتب ، ولايقول على الله وعلى رسوله بغير علم فإن القول على الله بغير علم قرين الشرك في كتاب الله . وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به ،


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عضو / عبدالله بن عبدالرحمن الغديان
عضو / بكر بن عبدالله أبو زيد
عضو / صالح بن فوزان الفوزان