الاثنين، 12 ديسمبر 2011

التحذير من وسائل التنصير...( اللجنة الدائمة )

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا ورسولنا محمد ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :


فغير خافٍ على كل من نوّر الله بصيرته من المسلمين شدة عداوة الكافرين من اليهود والمتعصبين من النصارى وغيرهم للمسلمين ، وتحالف قواهم واجتماعها ضد المسلمين ليردوهم ، وليلبسوا عليهم دينهم الحق - دين الإسلام - الذي بعث الله به خاتم أنبيائه ورسله محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس أجمعين .

وإن للكفار في الصد عن الإسلام وتضليل المسلمين ، واحتوائهم ، واستعمار عقولهم ، والكيد لهم ، وسائل شتى ، وقد نشطت دعواتهم ، وجمعياتهم ، وإرسالياتهم ، وعظمت فتنتهم في زمننا هذا ، فكان من وسائلهم ودعواتهم المضللة بعث نشرة باسم : " معهد أهل الكتاب في دولة جنوب أفريقيا " تُبعث للأفراد والمؤسسات والجمعيات عبر صناديق البريد في جزيرة العرب - أصل الإسلام ومعقله الأخير - متضمنة برامج دراسية عن طريق المراسلة ، وبطاقة اشتراك بدون مقابل في كتب ( التوراة ، والزبور ، والإنجيل ) ، وعلى ظهر هذه النشرة مقتطفات من هذه الكتب .


هذا ، وإن من عاجل البشرى للمسلمين استنكار هذا الغزو المنظم ، والتحذير منه بجميع وسائله ، وكان من هذه المواقف المحمودة وصول عدد من الكتابات والمكالمات إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء من مجموعة من الغيورين آملين صدور بيان يوضح خطر هذه النشرات ، ويحذر من هذه الدعوات الكفرية الخطيرة على المسلمين

فنقول وبالله التوفيق : منذ أشرقت شمس الإسلام على الأرض وأعداؤه على اختلاف عقائدهم ومللهم يكيدون له ليلا ونهارا ، ويمكرون بأتباعه كلما سنحت لهم فرصة ؛ ليخرجوا المسلمين من النور إلى الظلمات ، ويقوضوا دولة الإسلام ، ويضعفوا سلطانه على النفوس ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى إذ يقول : { مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ } وقال سبحانه : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } وقال جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } .

وكان من أبرز أعداء هذا الدين : النصارى الحاقدون ، الذين كانوا ولا يزالون يبذلون قصارى جهدهم ، وغاية وسعهم لمقاومة المد الإسلامي في أصقاع الدنيا ، بل ومهاجمة الإسلام والمسلمين في عقر ديارهم ، لا سيما في حالات الضعف التي تنتاب العالم الإسلامي كحالته الراهنة اليوم .


ومن المعلوم بداهة أن الهدف من هذا الهجوم هو زعزعة عقيدة المسلمين ، وتشكيكهم في دينهم ؛ تمهيدا لإخراجهم من الإسلام ، وإغرائهم باعتناق النصرانية عبر ما يعرف خطأ بـ " التبشير " ، وما هو إلا دعوة إلى " الوثنية " في النصرانية المحرفة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، ونبي الله عيسى - عليه السلام - منها براء .


وقد أنفق النصارى أموالا طائلة وجهودا كبيرة في سبيل تحقيق أحلامهم في تنصير العالم عموما ، والمسلمين على وجه الخصوص ، ولكن حالهم كما قال الله سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق