بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فقد استولى الشيطان على عقول بعض الجهلة وأهل الأهواء حتى أصبح المتكلم في شرع الله ودينه بجهل أكثر من المتكلم بعلم وبصيرة لغلبة الأهواء وتسلط الشياطين .
وقد جدد بعض الضلال الحديث في مسألة عقدية مهمة وقال بقول باطل متناقض مصادم للنصوص ولإجماع المسلمين وشكك في عقائد المسلمين في مسألة الشياطين وهل هم الجراثيم أو غيرها ولاشك ان هذا قول باطل خطير جداً وهو يفتح طريقاً للملاحدة والباطنية لهدم الدين كله .
فيجب الحذر من هذه المقالات الباطلة المنحرفة فإن أهل النفاق والريب لايسكتون
فهم ورثة الجهمية والخوارج نسأل الله العافية .
قال الشيخ أبو العباس بن تيمية:
(( لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن، أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك فكما يوجد في بعض طوائف المسلمين كالجهمية والمعتزلة من ينكر ذلك،
وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرون بذلك وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء عليهم السلام تواترا معلوما بالاضطرار
، ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة مأمورون منهيون ليسوا صفات وأعراضا قائمة بالإنسان أو غيره كما يزعمه بعض الملاحدة،
فلما كان أمر الجن متواترا عن الأنبياء عليهم السلام تواترا ظاهرا يعرفه العامة والخاصة لم يمكن طائفة من طوائف المؤمنين بالرسل أن ينكرهم،
فالمقصود هنا: أن جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن، وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب، وكذلك عامة مشركي العرب وغيرهم من أولاد سام والهند، وغيرهم من أولاد حام، وكذلك جمهور الكنعانيين واليونانيين وغيرهم من أولاد يافث،
فجماهير الطوائف تقر بوجود الجن بل يقرون بما يستجلبون به معاونة الجن من العزائم والطلاسم سواء كان ذلك سائغا عند أهل الأيمان أو كان شركا،
فإن المشركين يقرؤون من العزائم والطلاسم والرقى ما فيه عبادة للجن وتعظيم لهم وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن
، ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه بالعربية معناها لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك،
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص في الرقى ما لم تكن شركا وقال: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"،
وقد كان للعرب ولسائر الأمم من ذلك أمور يطول وصفها،
وأمور وأخبار العرب في ذلك متواترة عند من يعرف أخبارهم من علماء المسلمين،
وكذلك عند غيرهم ولكن المسلمين أخبر بجاهلية العرب منهم بجاهلية سائر الأمم.))
حكم من ينكر وجود الجن ومدى تأثير ذلك على العقيدة
سؤال: في عصرنا الحاضر كثر حديث الناس عن تلبس الجن بالإنس ودخولهم فيهم ومن الناس من ينكر ذلك، بل إن البعض ينكر الجن إطلاقًا، فهل لهذا تأثير على عقيدة المسلم ? وهل ورد ما يلزم بالإيمان بالجن ثم ما الفرق بينهم وبين الملائكة؟
الجواب:
إنكار وجود الجن كفر وردة عن الإسلام؛
لأنه إنكار لما تواتر في الكتاب والسنة من الأخبار عن وجودهم، فالإيمان بوجودهم من الإيمان بالغيب؛ لأننا لا نراهم وإنما نعتمد في إثبات وجودهم على الخبر الصادق،
قال -تعالى- في إبليس وجنوده: (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ . ))
أما إنكار دخولهم في الإنس فلا يقتضي الكفر،
لكنه خطأ وتكذيب لما ثبت في الأدلة الشرعية والواقع المتكرر وجوده، لكن لخفاء هذه المسألة لا يكفر المخالف فيها، ولكن يخطَّأ لأنه لا يعتمد في إنكار ذلك على دليل وإنما يعتمد على عقله وإدراكه، والعقل لا يتخذ مقياسًا في الأمور الغيبية،
وكذلك لا يكون العقل مقدَّمًا على أدلة الشرع إلا عند أهل الضلال، والفرق بين الجن والملائكة من وجوه:
الوجه الأول: من وجهة أصل الخلقة؛ فالجن خلقوا من نار السموم، والملائكة خلقوا من نور.
الوجه الثاني: أن الملائكة عباد مطيعون لله مقربون مكرمون،
كما قال -تعالى- (( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ))
وقال -تعالى- (( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .))
أما الجن فمنهم المؤمن ومنهم الكافر كما قال -تعالى- إخبارًا عنهم، قال -تعالى-
(( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ))
ومنهم المطيع ومنهم العاصي،
قال -تعالى- (( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ))
إلى غير ذلك من الآيات
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فقد استولى الشيطان على عقول بعض الجهلة وأهل الأهواء حتى أصبح المتكلم في شرع الله ودينه بجهل أكثر من المتكلم بعلم وبصيرة لغلبة الأهواء وتسلط الشياطين .
وقد جدد بعض الضلال الحديث في مسألة عقدية مهمة وقال بقول باطل متناقض مصادم للنصوص ولإجماع المسلمين وشكك في عقائد المسلمين في مسألة الشياطين وهل هم الجراثيم أو غيرها ولاشك ان هذا قول باطل خطير جداً وهو يفتح طريقاً للملاحدة والباطنية لهدم الدين كله .
فيجب الحذر من هذه المقالات الباطلة المنحرفة فإن أهل النفاق والريب لايسكتون
فهم ورثة الجهمية والخوارج نسأل الله العافية .
قال الشيخ أبو العباس بن تيمية:
(( لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن، أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك فكما يوجد في بعض طوائف المسلمين كالجهمية والمعتزلة من ينكر ذلك،
وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرون بذلك وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء عليهم السلام تواترا معلوما بالاضطرار
، ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة مأمورون منهيون ليسوا صفات وأعراضا قائمة بالإنسان أو غيره كما يزعمه بعض الملاحدة،
فلما كان أمر الجن متواترا عن الأنبياء عليهم السلام تواترا ظاهرا يعرفه العامة والخاصة لم يمكن طائفة من طوائف المؤمنين بالرسل أن ينكرهم،
فالمقصود هنا: أن جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن، وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب، وكذلك عامة مشركي العرب وغيرهم من أولاد سام والهند، وغيرهم من أولاد حام، وكذلك جمهور الكنعانيين واليونانيين وغيرهم من أولاد يافث،
فجماهير الطوائف تقر بوجود الجن بل يقرون بما يستجلبون به معاونة الجن من العزائم والطلاسم سواء كان ذلك سائغا عند أهل الأيمان أو كان شركا،
فإن المشركين يقرؤون من العزائم والطلاسم والرقى ما فيه عبادة للجن وتعظيم لهم وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن
، ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه بالعربية معناها لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك،
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص في الرقى ما لم تكن شركا وقال: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"،
وقد كان للعرب ولسائر الأمم من ذلك أمور يطول وصفها،
وأمور وأخبار العرب في ذلك متواترة عند من يعرف أخبارهم من علماء المسلمين،
وكذلك عند غيرهم ولكن المسلمين أخبر بجاهلية العرب منهم بجاهلية سائر الأمم.))
حكم من ينكر وجود الجن ومدى تأثير ذلك على العقيدة
سؤال: في عصرنا الحاضر كثر حديث الناس عن تلبس الجن بالإنس ودخولهم فيهم ومن الناس من ينكر ذلك، بل إن البعض ينكر الجن إطلاقًا، فهل لهذا تأثير على عقيدة المسلم ? وهل ورد ما يلزم بالإيمان بالجن ثم ما الفرق بينهم وبين الملائكة؟
الجواب:
إنكار وجود الجن كفر وردة عن الإسلام؛
لأنه إنكار لما تواتر في الكتاب والسنة من الأخبار عن وجودهم، فالإيمان بوجودهم من الإيمان بالغيب؛ لأننا لا نراهم وإنما نعتمد في إثبات وجودهم على الخبر الصادق،
قال -تعالى- في إبليس وجنوده: (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ . ))
أما إنكار دخولهم في الإنس فلا يقتضي الكفر،
لكنه خطأ وتكذيب لما ثبت في الأدلة الشرعية والواقع المتكرر وجوده، لكن لخفاء هذه المسألة لا يكفر المخالف فيها، ولكن يخطَّأ لأنه لا يعتمد في إنكار ذلك على دليل وإنما يعتمد على عقله وإدراكه، والعقل لا يتخذ مقياسًا في الأمور الغيبية،
وكذلك لا يكون العقل مقدَّمًا على أدلة الشرع إلا عند أهل الضلال، والفرق بين الجن والملائكة من وجوه:
الوجه الأول: من وجهة أصل الخلقة؛ فالجن خلقوا من نار السموم، والملائكة خلقوا من نور.
الوجه الثاني: أن الملائكة عباد مطيعون لله مقربون مكرمون،
كما قال -تعالى- (( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ))
وقال -تعالى- (( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .))
أما الجن فمنهم المؤمن ومنهم الكافر كما قال -تعالى- إخبارًا عنهم، قال -تعالى-
(( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ))
ومنهم المطيع ومنهم العاصي،
قال -تعالى- (( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ))
إلى غير ذلك من الآيات
ان وجود مثل مدعي العلم مثلك هو اصل الجحود والتنطع.
ردحذفالجن يا رجل مكلف شرعا اما اشباح ابن تيمية فلا وجود لها الا عند المتوهين عبدة اقوال الشيوخ
ردحذف