السبت، 10 ديسمبر 2011

الرد على مغالطات الرافضي حسن الصفار

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد؛

فقد اطّلعت في (ملحق الرّسالة) في جريدة المدينة الصّادر يوم الجمعة الموافق 24/صفر/1427هـ على مقالٍ لحسن الصّفار الرّافضي تضمن كثيراً من المغالطات والأكاذيب محاولاً بذلك التّلبيس على بعض مَنْ لَم يطّلع على عقيدة الرّافضة مدّعياً أنّه يمكن التّقارب بينهم وبين أهل السّنة،

وتناسى الخلافات التي وصفها بأنّها(أكل عليها الدّهر وشرب)،


ولست بصدد تتبّع ما ورد في مقاله من أباطيل،


ولكن أشير إلى أبرزها تحذيراً للأمة وبراءة للذّمة

أوّلاً قوله ((المسألة الأولى التّعارف المباشر والفهم المتبادل، فمن المؤسف جدّاً أن نجد الاعتماد في أوساط بعض العلماء والدّعاة على النّقولات والشّائعات لتكوين الصّورة عن الطّرف الآخر، والحكم عليه من خلالها، مع أنّ الموضوعية تقتضي البحث عن حقيقة الطّرف الآخر من مصادره المعتمدة ومرجعياته البارزة)).

وجوابه

أنّ علماء أهل السّنة لم يعتمدوا في مواقفهم من الرّافضة على نقولاتٍ وشائعاتٍ، بل يعتمدون على تحرير مذهب هذه الطّائفة على النّقولات الموثّقة من أمّهات مصادرها التي لا يستطيع الصّفار ولا غيره الطّعن فيها، أو التّقليل من أهمّيتها عند الرّافضة؛ ككتاب الكافي للكلينِي

وكتاب سُلَيم بن قيس، وكتاب بصائر الدّرجات الكبرى، لِمحمّد بن حسن الصفار،


وكتاب المقالات والفرق للقمي، وفرق الشّيعة للنوبختِي،


وتفسير العياشي، وتفسير القمي، وكتب مَنْ سمّوه بالصّدوق؛ ككتاب مَن لا يحضره الفقيه،



والخصال، وأمالي الصدّوق، وكتب المفيد، ومنها: أوائل المقالات، والاختصاص وغيرها من كتبهم الموثقة المعتمدة عندهم.


وأشير هنا على سبيل التّمثيل لا الحصر إلى بعض ما جاء في كتبهم مِمّا يُمثّل عقيدتهم من كلام علمائهم الموثوقين عندهم والعارفين بمذهبهم


يقول المفيد (ت: 413هـ)، في كتاب أوائل المقالات: 


((إنّ الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمّد باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظّالمين فيه من الحذف والنّقصان))، [أوائل المقالات ص 91].

ويقول هاشم البحراني (ت: 1107هـ):



((وعندي في وضوح صحّة هذا القول (أي: تحريف القرآن) بعد تتّبع الأخبار وتفحّص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التّشيّع، وأنّه من أكبر مقاصد الخلافة))، [مقدّمة تفسير البرهان ص 36].


وقد قام أحد علمائهم المتأخرّين وهو النّوري الطبرسي بجمع آلاف الرّوايات التي نقلها من كتب أسلافه في الدّلالة على تحريف القرآن -بزعمه- وأخرجها في سفرٍ عظيمٍ سمّاه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب)،


وقال موثّقاً هذه الرّوايات: ((واعلم أنّ تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشّرعية والآثار النّبويّة))، [فصل الخطاب ص 249].


وقال بعد أن سرد حشداً هائلاً من أسماء علمائهم القائلين بالتّحريف استغرقت خمس صفحاتٍ من الحجم الكبير من كتابه


((ومِن جميع ما ذكرنا ونقلنا بتتبّعي القاصر يمكن دعوى الشّهرة العظيمة بين المتقدّمين وانحصار المخالفين فيهم بأشخاص معيّنين يأتي ذكرهم)).[فصل الخطاب ص 30].


ثم ذكر أنّ هؤلاء الذين لم يصرّحوا بالتّحريف إنّما حملهم على هذا التّقية ومدارة المخالفين.


ويقول المفيد ناقلاً عقيدتهم في الصّحابة التي هي محل إجماعهم




((واتّفقت الإمامية والزّيدية والخوارج على أنّ الناكثين والقاسطين من أهل البصرة والشّام أجمعين كفّار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين، وأنّهم بذلك في النّار مخلدون)). [أوائل المقالات ص 45].

ويقول نعمة الله الجزائري (ت: 1112هـ) ((الإمامية قالوا بالنّصّ الجلي على إمامة عليّ،وكفّروا الصّحابة ووقعوا فيهم)). [الأنوارالنّعمانية2/244].


ومّما جاء في كتبهم مِمّا يمثّل غلوّهم في الأئمة


ما نسبوه إلى عليّ –رضي الله عنه وهو منه بريء- أنّه قال بزعمهم:


((أنا عين الله، وأنا يد الله، وأنا جنب الله، وأنا باب الله)). [بصائر الدّرجات للصفار ص 99].


وفي رواية آخر نسبوها كذباً وزوراً لابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال: ((إنّ الله تعالى يوم القيامة يوَلّي محمّداً حساب النّبيّين، ويولِّي عليّاً حساب الخلق أجمعين))، [علم اليقين: لعبد الله شبر 2/605].

وترجم صاحب (الكافي) لبعض الرّوايات في دعوى أنّ الأئمة يعلمون الغيب بِما نصّه: ((باب إنّ الأئمة عليهم السّلام يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنّه لا يخفى عليهم شيءٌ صلوات الله عليهم))، [أصول الكافي 1/261].

ويقول الخمينِي ((فإنّ للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أنّ لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نَبِيّ مرسل)). [الحكومة الإسلامية ص 52]
.

إلى غير ذلك مِمّا هو مدوَّن في كتب القوم من عقائدهم الباطلة المخالفة لأصول الدِّين المناقضة لعقيدة التّوحيد.


فهل للصّفار أن يجرأ على دعوى أن هذه النّقول ليست موجودةً في كتبهم؟ وهل هي من الحقائق الموثّقة من كتبهم أمّ أنّها من الشّائعات الملفقة بزعمه؟.

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=52050 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق