المصطلحات المحتمله للحق والباطل
الحمد لله على آلائه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
تعيش الأمة الإسلامية حرباً ثقافيه خطيرة, هذه الحرب لها صور متعددة وأساليب متنوعة
كان من أخطرها أمران:
أما الأول: فهو حربهم على الألفاظ الشرعية ومحاولة إبعاد الأمة عن ألفاظ الكتاب والسنة والتنفير منها.
كما أن من أساليبهم ثانيا:
إيجاد ألفاظ ومصطلحات تحمل حقاً وباطل وتمريرها في المجتمعات الإسلامية.
فهي ألفاظ ومصطلحات لا تحمل حقا محضا ولا باطل بيناً وإنما تحمل حقاً وباطل
وحينما يُكسى الحق والباطل بلباس موحَّدولفظ وشعار واحد.
فإن الباطل قد اخُتصر له نصف الطريق ليصل إلى أذهان الناس.
لقد عمل التغريبيون على إيجاد مثل هذه المصطلحات الجديدة. التي لها إيحاءات ودلالات متعددة..
مثل تجديد الخطاب الديني... والأصولية... وحرية التعبير بالرأي.... والإسلام دين المساواة...وقبول الاخر... وغيرها.
وإذا كنا نعيش اليوم ما يسمى بصراع الحضارات فأدوات هذا الصراع الألفاظ والمصطلحات.
ومن أسباب الضعف في هذا الصراع ضعف الألفاظ والمصطلحات وأخطر من ذلك حينما نعيش ما يسمى بصراع الحضارات فإذا بألفاظنا وشعاراتنا تتصدع من الداخل...
ويتمكن العدو من الوصول إليها لتكون أداةً مساندةً له.
اخي بارك الله فيك:
إذا قلت لك صلّ، زكِ, بربوالديك، فأنا أدعوك إلى حقٍ وإلى خير محض
وإذا قلت لك اشرب الخمر، كل الربا، فأنا أدعوك إلى شرً بين َّ.لكن اذاقلت لك عبارة محتملة لحق وباطل؟
مثل: نطالب و ندعو إلى الحرية الدينية. فهذه عبارة غامضة مجملة محتملة للحق ومحتملة للباطل.
ففي قبولها قبول لحق وباطل.. وفي إنكارها إنكار حق وباطل.
أنا لا أقول أنها عبارة تحمل حقً محضاً، ولا تحمل معنىً باطل بين ولكن تحمل حقاً وباطل.
ولذلك فإن التعامل بها من أعظم أسباب ضلال بني آدم .
فقد ذكر ابن القيم رحمه الله:
(أن منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا، ومنشأ البدع أيضاً الأقوال المشتبهة المحتملة التي تحمل عدة معاني.
ويكون ما فيها من الاشتباه في المعنى، والإجمال في اللفظ يوجب تناولها بحق وباطل.
قال رحمه الله: "قال تعالى)ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون([البقرة:24]
فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه. ولبسه به خلطه حتى يتلبس أحدهما بالآخر، ومنه التلبيس، وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره، فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق، وتكلم بلفظ له معنيان: معنى صحيح ومعنى باطل، فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل، فهذا من الإجمال في اللفظ"
ولا يتعامل في الغالب بمثل هذه الألفاظ والشعارات المحتملة إلا اصحاب التلون والفكر الغامض.
قال الإمام أحمد في خطبة كتابه في الرد على الجهمية واصفاً أهل البدع:"فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين...
ثم قال ابن القيم رحمه الله معلقاً: فقوله يتكلمون بالمتشابه من الكلام هو الذي له وجهان:
يخدعون به جُهَال الناس كما ينفق أهل الزغل النقد المغشوش الذي له وجهان، يخدعون به من لم يعرفه من الناس، فلا إله إلا الله، كم قد ضل بذلك طوائف من بني آدم لا يحصيهم إلا الله!
وحينما نُحدث لفظاً محتملاً لحق ولباطلٍ فإن هذا المصطلح واللفظ يرسل معلومات إلى الذهن تحمل حقاً وباطلاً فيحصل الالتباس. لأن اللفظ والمصطلح وسيلة مهمة من وسائل التعليم ونقل المعلومات. فبقدر ما يحصل من التلبيس في اللفظ يحصل التزييف في أذهان السامعين.
والكلمة لها أثرها في نفوس السامعين... بل وفي نفس المتحدث فالحرب الثقافية تكون بالكلمة.. وخلط الحق بالباطل يكون بالكلمة.. وتغيير المعنى الصحيح إلى معنى فاسد يكون بالكلمة.. والعبد يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً
فالكلمة لها شأن عظيم واختيار مصطلح يحمل حقاً وباطلاً وتسويقه بين المسلمين من أقوى الطرق لتغيير المعتقدات
ومن المصطلحات والشعارات الوافدة
لفظ " الحرية الدينية" والمناداة لها.
الحمد لله على آلائه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
تعيش الأمة الإسلامية حرباً ثقافيه خطيرة, هذه الحرب لها صور متعددة وأساليب متنوعة
كان من أخطرها أمران:
أما الأول: فهو حربهم على الألفاظ الشرعية ومحاولة إبعاد الأمة عن ألفاظ الكتاب والسنة والتنفير منها.
كما أن من أساليبهم ثانيا:
إيجاد ألفاظ ومصطلحات تحمل حقاً وباطل وتمريرها في المجتمعات الإسلامية.
فهي ألفاظ ومصطلحات لا تحمل حقا محضا ولا باطل بيناً وإنما تحمل حقاً وباطل
وحينما يُكسى الحق والباطل بلباس موحَّدولفظ وشعار واحد.
فإن الباطل قد اخُتصر له نصف الطريق ليصل إلى أذهان الناس.
لقد عمل التغريبيون على إيجاد مثل هذه المصطلحات الجديدة. التي لها إيحاءات ودلالات متعددة..
مثل تجديد الخطاب الديني... والأصولية... وحرية التعبير بالرأي.... والإسلام دين المساواة...وقبول الاخر... وغيرها.
وإذا كنا نعيش اليوم ما يسمى بصراع الحضارات فأدوات هذا الصراع الألفاظ والمصطلحات.
ومن أسباب الضعف في هذا الصراع ضعف الألفاظ والمصطلحات وأخطر من ذلك حينما نعيش ما يسمى بصراع الحضارات فإذا بألفاظنا وشعاراتنا تتصدع من الداخل...
ويتمكن العدو من الوصول إليها لتكون أداةً مساندةً له.
اخي بارك الله فيك:
إذا قلت لك صلّ، زكِ, بربوالديك، فأنا أدعوك إلى حقٍ وإلى خير محض
وإذا قلت لك اشرب الخمر، كل الربا، فأنا أدعوك إلى شرً بين َّ.لكن اذاقلت لك عبارة محتملة لحق وباطل؟
مثل: نطالب و ندعو إلى الحرية الدينية. فهذه عبارة غامضة مجملة محتملة للحق ومحتملة للباطل.
ففي قبولها قبول لحق وباطل.. وفي إنكارها إنكار حق وباطل.
أنا لا أقول أنها عبارة تحمل حقً محضاً، ولا تحمل معنىً باطل بين ولكن تحمل حقاً وباطل.
ولذلك فإن التعامل بها من أعظم أسباب ضلال بني آدم .
فقد ذكر ابن القيم رحمه الله:
(أن منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا، ومنشأ البدع أيضاً الأقوال المشتبهة المحتملة التي تحمل عدة معاني.
ويكون ما فيها من الاشتباه في المعنى، والإجمال في اللفظ يوجب تناولها بحق وباطل.
قال رحمه الله: "قال تعالى)ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون([البقرة:24]
فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه. ولبسه به خلطه حتى يتلبس أحدهما بالآخر، ومنه التلبيس، وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره، فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق، وتكلم بلفظ له معنيان: معنى صحيح ومعنى باطل، فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل، فهذا من الإجمال في اللفظ"
ولا يتعامل في الغالب بمثل هذه الألفاظ والشعارات المحتملة إلا اصحاب التلون والفكر الغامض.
قال الإمام أحمد في خطبة كتابه في الرد على الجهمية واصفاً أهل البدع:"فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين...
ثم قال ابن القيم رحمه الله معلقاً: فقوله يتكلمون بالمتشابه من الكلام هو الذي له وجهان:
يخدعون به جُهَال الناس كما ينفق أهل الزغل النقد المغشوش الذي له وجهان، يخدعون به من لم يعرفه من الناس، فلا إله إلا الله، كم قد ضل بذلك طوائف من بني آدم لا يحصيهم إلا الله!
وحينما نُحدث لفظاً محتملاً لحق ولباطلٍ فإن هذا المصطلح واللفظ يرسل معلومات إلى الذهن تحمل حقاً وباطلاً فيحصل الالتباس. لأن اللفظ والمصطلح وسيلة مهمة من وسائل التعليم ونقل المعلومات. فبقدر ما يحصل من التلبيس في اللفظ يحصل التزييف في أذهان السامعين.
والكلمة لها أثرها في نفوس السامعين... بل وفي نفس المتحدث فالحرب الثقافية تكون بالكلمة.. وخلط الحق بالباطل يكون بالكلمة.. وتغيير المعنى الصحيح إلى معنى فاسد يكون بالكلمة.. والعبد يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً
فالكلمة لها شأن عظيم واختيار مصطلح يحمل حقاً وباطلاً وتسويقه بين المسلمين من أقوى الطرق لتغيير المعتقدات
ومن المصطلحات والشعارات الوافدة
لفظ " الحرية الدينية" والمناداة لها.
فهل يُفهم من هذا الشعار أن الإسلام يبيح سائر أنواع الممارسات الدينية؟
ويبيح التنقل بين الأديان كيفما شاء المرء!
هل حد الردة عائقاً أمام الحرية الدينية؟!
أم يُراد بذلك أن الكافر لا يُكره على الإسلام؟
وهكذا عبارة "قبول الآخر" "
وعدم قبول الآخر"
هي عبارة غامضة! فما معنى القبول؟ هل هو الإقرار بصحة قوله؟ أو الرضى بأن يطرح هذا القول؟
ومن هو الآخر؟ هل هو مسلم أو كافر؟ صاحب سنة أم مبتدع؟ مجتهد أم متلاعب؟
لقد كان المعيار في السابق(فلان يقبل الحق)؟
فلست ادري كيف تسلل هذا الشعار الجديد(قبول الآخر)وصار معياراً ودليلاً بدل قبول الحق.
وهكذا لفظ التسامح الديني فهل يريدون به العدل مع الكفار. والتعامل الحسن معهم في البيع والشراءونحو ذلك.
أم يريدون بهذه العبارة التنازل عن أحكام الإسلام والتساهل بأحكام العقيدة وتسوية المسلمين بالمجرمين وتهيئة عقول المسلمين لدعاة التنصير والإلحاد؟
ومن مصطلحاتهم الوافدة " حرية التعبير بالرأي"
فهل يُعقل أن يتعدى على الكتاب والسنة.. وينتقص منهما باسم" حرية التعبير بالرأي" وإذا تُعدي على القرآن والسنة باسم حرية التعبير بالرأي. فهل الحكمُ الآن القرآن والسنة أم مصطلح وشعار من شعاراتهم الوافدة.
ومن تلك المصطلحات والشعارات الدخيلة
شعار " تجديد الخطاب الديني"
وهو شعار ومصطلح حادث يهيء المجتمع المسلم لتغيير ما عنده؟
فهل يراد بتجديد الخطاب الديني إظهار الأحكام الشرعية التي خفيت وطمس البدع التي ظهرت.
والقضاء على المنكرات التي فشت أم يراد بذلك تغيير النصوص وتبديلها وفهم الشريعة بفهم جديد لا يتوافق مع فهم السلف؟
فهو شعار ومصطلح له إيحاءات بتغيير النصوص.
حتى صار من يدعو إلى بعض الأحكام الشرعية الصحيحة يعارض الدعوة الى(تجديد الخطاب الديني) عندهم.
فانظر كيف جعلوا (تجديد الخطاب الديني) أصلاً محكماً.
وحينما يكون اللفظ والمصطلح له أكثر من وجهة.
وجهة لمعنى حق ووجهة لمعنى باطل.
ويرضى المجتمع المسلم بتداوله مع ضبابية المعنى.
فإن من يملك القوة الإعلامية سيكون الأقوى في تسويق المعنى والإيحاءات التي يريد من هذا المصطلح.
وهم يخرجون هذه الشعارات والمصطلحات.فمع أنها محتملة لحق ولباطل فإنهم يجعلونها حجة لهم لا عليهم حتى ينشروا الفساد.
كما أنهم في الإعلام يحاولون إغلاق عقول المستمعين والقراء عن المعاني الصحيحة حتى يعيشوا في المعاني الأخرى الفاسدة كما أنهم ينخرون في المعاني الصحيحة ويحاربونها بألفاظ أخرى.
كما أنهم هولوا هذه المصطلحات إعلاميا.
و أذاعوها ونشروها ويوشك أن لا يوجد بيت إلا ودخله لفظ" حرية التعبير بالرأي" و "قبول الآخر" وغيرها .
وذلك عبر القنوات والصحف وهولوا شأن هذه الألفاظ في قلوب الناس.
وعلقوا الفلاح والنجاح والرقي والتقدم بموافقة هذه المصطلحات فإذا ما اعترض معترض على مصطلحاتهم وشعاراتهم اتهموه بالجمود وعدم التطور ونسبوه إلى الجهل وقلة الثقافة فصارت ألفاظهم ومصطلحاتهم كالنصوص المحكمة والمرجعية للتطور والحضارة والرقي.
وهم بهذا الصنيع يسعون لزرع أمورٍ خطيرة منها:
أولاً: بناء العقول بناءً يتوافق مع تفكير الغرب وثقافته ومعتقده.
ثانياً: جعل هذه المصطلحات والشعارات كالأدلة والنصوص التي تحكم في كثير من القضايا ويرجع لها.
فإذا ما عارضت نصوص القرآن والسنة هذه الشعارات كثُر استشكال البعض في فهم النصوص التي تخالف هذة المصطلحات و الشعارات الحمَّالة؟
حتى إن البعض ليحاول لي النصوص بحسب ما تريده ثقافة الغرب ويعجز عن فهم بعض النصوص التي تعارض وتصادم الثقافة الغربية ويُخشى أن لا يفهمها حتى تسقط تلك الثقافة.
فإذا قلت لأحدهم يجب قتل المرتد قال صلى الله عليه وسلم" من بدل دينه فاقتلوه " قال لك أين الحرية الدينية.
وإذا قلت الذمي له أحكام تختلف عن أحكام المسلم قال أين التسامح الديني....إلخ.
يقول الإمام أحمد رحمه الله من دفع كتاب الله ورده والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترع مقالة من نفسه، وتأويل رأيه فقد خسر خسراناً مبينا
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
(وهو يتحدث عن أهل السنة والجماعة)
"فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه...إلخ
فليس لأحد أن يدافع عن شعار أو مصطلح لأنه قرأه في صحيفة أو سمعه في إذاعة أو قناة أو لكون أصحابه تكلموا به.وإنما يدافع عن ذلك لأن الله أمر به أو رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا شك أن إحداث مثل هذه الشعارات والمصطلحات المحتملة والاعتراض بها على الكتاب والسنة، من الإختلاف في الكتاب
قال تعالى: ( وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد)
وقال سبحانه:
(فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون )
أحدثوا مصطلحات براقة جذابة وألفاظ تلبس ثياب الضأن على قلوب الذئاب ، فكثيرا ما يكون لهذة الألفاظ والمصطلحات دلالات ترفض فيها الدين الإسلامي أو ترفض بعض أحكامه ، أو تفرغ قضايا الساحة من المعنى الشرعي والرؤية الشرعية.
فتارة تهيأ الناس لتغيير دينهم ومعتقدهم، وتارة تعزل المتمسك بدينه عن مجتمعه، .. وتارة تغير المعالم والأحكام الشرعية.. وتارة تكون معادية للإسلام بوضوح.
يقول الشيخ بكر أبو زيد:
( مصطلحات إفرنجية وعباراتٌ وافدة أعجمية، وأساليبٌ مولدةٌ لغة، مرفوضةٌ شرعاً، وحمّالةُ الحطب في هذا صاحبة الجلاّلة" الصحافة" فلجل الكاتبين من الصحفيين ولع شديد بها، ومن طريقهم استشرت بين المسلمين)
ويقول الأستاذ علي القاضي:
( لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلاً من استعمال اللغة العربية بحجة أو بأخرى، ولم ينجحوا كثيراً في هذا الاتجاه، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك، إلى تعبيرات أخرى لها مدلولات أخرى)
ويبيح التنقل بين الأديان كيفما شاء المرء!
هل حد الردة عائقاً أمام الحرية الدينية؟!
أم يُراد بذلك أن الكافر لا يُكره على الإسلام؟
وهكذا عبارة "قبول الآخر" "
وعدم قبول الآخر"
هي عبارة غامضة! فما معنى القبول؟ هل هو الإقرار بصحة قوله؟ أو الرضى بأن يطرح هذا القول؟
ومن هو الآخر؟ هل هو مسلم أو كافر؟ صاحب سنة أم مبتدع؟ مجتهد أم متلاعب؟
لقد كان المعيار في السابق(فلان يقبل الحق)؟
فلست ادري كيف تسلل هذا الشعار الجديد(قبول الآخر)وصار معياراً ودليلاً بدل قبول الحق.
وهكذا لفظ التسامح الديني فهل يريدون به العدل مع الكفار. والتعامل الحسن معهم في البيع والشراءونحو ذلك.
أم يريدون بهذه العبارة التنازل عن أحكام الإسلام والتساهل بأحكام العقيدة وتسوية المسلمين بالمجرمين وتهيئة عقول المسلمين لدعاة التنصير والإلحاد؟
ومن مصطلحاتهم الوافدة " حرية التعبير بالرأي"
فهل يُعقل أن يتعدى على الكتاب والسنة.. وينتقص منهما باسم" حرية التعبير بالرأي" وإذا تُعدي على القرآن والسنة باسم حرية التعبير بالرأي. فهل الحكمُ الآن القرآن والسنة أم مصطلح وشعار من شعاراتهم الوافدة.
ومن تلك المصطلحات والشعارات الدخيلة
شعار " تجديد الخطاب الديني"
وهو شعار ومصطلح حادث يهيء المجتمع المسلم لتغيير ما عنده؟
فهل يراد بتجديد الخطاب الديني إظهار الأحكام الشرعية التي خفيت وطمس البدع التي ظهرت.
والقضاء على المنكرات التي فشت أم يراد بذلك تغيير النصوص وتبديلها وفهم الشريعة بفهم جديد لا يتوافق مع فهم السلف؟
فهو شعار ومصطلح له إيحاءات بتغيير النصوص.
حتى صار من يدعو إلى بعض الأحكام الشرعية الصحيحة يعارض الدعوة الى(تجديد الخطاب الديني) عندهم.
فانظر كيف جعلوا (تجديد الخطاب الديني) أصلاً محكماً.
وحينما يكون اللفظ والمصطلح له أكثر من وجهة.
وجهة لمعنى حق ووجهة لمعنى باطل.
ويرضى المجتمع المسلم بتداوله مع ضبابية المعنى.
فإن من يملك القوة الإعلامية سيكون الأقوى في تسويق المعنى والإيحاءات التي يريد من هذا المصطلح.
وهم يخرجون هذه الشعارات والمصطلحات.فمع أنها محتملة لحق ولباطل فإنهم يجعلونها حجة لهم لا عليهم حتى ينشروا الفساد.
كما أنهم في الإعلام يحاولون إغلاق عقول المستمعين والقراء عن المعاني الصحيحة حتى يعيشوا في المعاني الأخرى الفاسدة كما أنهم ينخرون في المعاني الصحيحة ويحاربونها بألفاظ أخرى.
كما أنهم هولوا هذه المصطلحات إعلاميا.
و أذاعوها ونشروها ويوشك أن لا يوجد بيت إلا ودخله لفظ" حرية التعبير بالرأي" و "قبول الآخر" وغيرها .
وذلك عبر القنوات والصحف وهولوا شأن هذه الألفاظ في قلوب الناس.
وعلقوا الفلاح والنجاح والرقي والتقدم بموافقة هذه المصطلحات فإذا ما اعترض معترض على مصطلحاتهم وشعاراتهم اتهموه بالجمود وعدم التطور ونسبوه إلى الجهل وقلة الثقافة فصارت ألفاظهم ومصطلحاتهم كالنصوص المحكمة والمرجعية للتطور والحضارة والرقي.
وهم بهذا الصنيع يسعون لزرع أمورٍ خطيرة منها:
أولاً: بناء العقول بناءً يتوافق مع تفكير الغرب وثقافته ومعتقده.
ثانياً: جعل هذه المصطلحات والشعارات كالأدلة والنصوص التي تحكم في كثير من القضايا ويرجع لها.
فإذا ما عارضت نصوص القرآن والسنة هذه الشعارات كثُر استشكال البعض في فهم النصوص التي تخالف هذة المصطلحات و الشعارات الحمَّالة؟
حتى إن البعض ليحاول لي النصوص بحسب ما تريده ثقافة الغرب ويعجز عن فهم بعض النصوص التي تعارض وتصادم الثقافة الغربية ويُخشى أن لا يفهمها حتى تسقط تلك الثقافة.
فإذا قلت لأحدهم يجب قتل المرتد قال صلى الله عليه وسلم" من بدل دينه فاقتلوه " قال لك أين الحرية الدينية.
وإذا قلت الذمي له أحكام تختلف عن أحكام المسلم قال أين التسامح الديني....إلخ.
يقول الإمام أحمد رحمه الله من دفع كتاب الله ورده والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترع مقالة من نفسه، وتأويل رأيه فقد خسر خسراناً مبينا
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
(وهو يتحدث عن أهل السنة والجماعة)
"فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه...إلخ
فليس لأحد أن يدافع عن شعار أو مصطلح لأنه قرأه في صحيفة أو سمعه في إذاعة أو قناة أو لكون أصحابه تكلموا به.وإنما يدافع عن ذلك لأن الله أمر به أو رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا شك أن إحداث مثل هذه الشعارات والمصطلحات المحتملة والاعتراض بها على الكتاب والسنة، من الإختلاف في الكتاب
قال تعالى: ( وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد)
وقال سبحانه:
(فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون )
أحدثوا مصطلحات براقة جذابة وألفاظ تلبس ثياب الضأن على قلوب الذئاب ، فكثيرا ما يكون لهذة الألفاظ والمصطلحات دلالات ترفض فيها الدين الإسلامي أو ترفض بعض أحكامه ، أو تفرغ قضايا الساحة من المعنى الشرعي والرؤية الشرعية.
فتارة تهيأ الناس لتغيير دينهم ومعتقدهم، وتارة تعزل المتمسك بدينه عن مجتمعه، .. وتارة تغير المعالم والأحكام الشرعية.. وتارة تكون معادية للإسلام بوضوح.
يقول الشيخ بكر أبو زيد:
( مصطلحات إفرنجية وعباراتٌ وافدة أعجمية، وأساليبٌ مولدةٌ لغة، مرفوضةٌ شرعاً، وحمّالةُ الحطب في هذا صاحبة الجلاّلة" الصحافة" فلجل الكاتبين من الصحفيين ولع شديد بها، ومن طريقهم استشرت بين المسلمين)
ويقول الأستاذ علي القاضي:
( لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلاً من استعمال اللغة العربية بحجة أو بأخرى، ولم ينجحوا كثيراً في هذا الاتجاه، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك، إلى تعبيرات أخرى لها مدلولات أخرى)
فهذه الألفاظ والمصطلحات الدخيله التي تحمل حق وباطل وتلبس الحق بالباطل لابد ان نقف في التعامل معها عدة وقفات
الوقفة الأولى: الشريعة جاءت بالنهي عن بعض الألفاظ
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم من أن يقال : ما شاء الله وشاء فلان
ونهى عن الحلف بغير الله ونهى عن سب الدهر وسب الريح إلى غير ذلك فالألفاظ تُضبط بالضوابط الشرعية
ومن الأدلة على النهي عن التعامل بالألفاظ المحتملة قوله تعالى) يا أيها الذين آمنوالاتقولوا راعنا(فقد كان اليهود ينادون النبيصلى الله عليه وسلم فيقولون "راعنا" وهي كلمة يريدون بها سب النبيصلى الله عليه وسلم .
وكان الصحابة يقولون " راعنا يا محمد" يريدون معنى صحيحاً يعني"راعنا يا رسول الله وأرعنا سمعك من المراعاة ". فأنزل الله) يا أيها الذين آمنوالاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا..( فنهى الله المؤمنين عن هذه اللفظة.
قال ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى:
فقد نهى الله الصحابة أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا مع قصدهم الصالح لئلا تتخذه اليهود ذريعة إلى سبه. ولا يتشبهوا بهم ولئلا يخُاطب بلفظ يحتمل معنىً فاسداً.
الوقفة الثانية:
استخدام مثل هذه المصطلحات التي تحمل حقاً وباطل له آثاره وأبعاده على الشريعة.
فباستخدام مثل هذه المصطلحات يكون بين الحق وبين الناس مسافة كبيرة.بخلاف الكلمات التي تحمل الحق وحده.
وباستخدامها يصعب إيصال الحكم الشرعي الصحيح إلى عقول الناس.
وتكثر أمامه العوائق وإذا اقتنع الناس بهذه الألفاظ والمصطلحات جعلوها مقدمة للبناء فبنوا عليهمااحكاماً شرعية.
كما أن هذه الألفاظ المحتملة تكسر حاجز النفرة بين الحق والباطل وبين الإسلام وغيره من الأديان والمذاهب الفكرية الفاسدة
وباستخدامها يضعف عند بعض المسلمين انكار ما تحمله من معنى باطل ويضعف القيام بالحق الذي تحمله هذه المصطلحات كما أنها شعارات توقع في الفتنة وتثير الجدل وهي من أسباب الاختلاف كما ذكر ابن تيمية.
الوقفة الثالثة:
ما نراه اليوم من استحداث مثل هذه المصطلحات مؤشر لوجود فكر دخيل على المجتمع كما أنه طريق لبناء فكر معين منحرف عن الشرع.
فالمصطلح حينما يُطرح للتداول لا بد أن يحمل معه رصيده وأفكاره وتاريخه ويلقي بضلاله وإيحاءاته وقيمه في هذا المجتمع المراد غزوه والمستهدف.
الوقفة الرابعة:
هذه المصطلحات المحتملة تظهر غالباً حينما يصطدم الفكر الفاسد والمعتقد الدخيل بالمعتقد الصحيح.
حتى إذا رأى قوة المعتقد الصحيح وأنه صخرة يصعب زحزحتها اتخذ أصحاب الفكر الفاسد طريقاً آخر ملتوياً بمثل هذه العبارات.
واستفاد منها ضعفاء النفوس الذين يتأثرون بكل موجة جديدة وبكل معتقد فاسد دخيل.
خطبة للشيخ فهد بن سعد أباحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق