الجمعة، 9 ديسمبر 2011

عقيدة السلف أصحاب الحديث..للإمام الصابوني( توفي سنة 449هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم على بينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أما بعد فإني لما وردت آمد طبرستان وبلاد جيلان متوجها إلى بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام، سألني إخواني في الدين أن أجمع لهم فصولا في أصول الدين التي استمسك بها الذين مضوا من أئمة الدين وعلماء المسلمين والسلف الصالحين، وهدوا ودعوا الناس إليها في كل حين، ونهوا عما يضادها وينافيها جملة المؤمنين المصدقين المتقين،

ووالوا في اتباعها وعادوا فيها، وبدعوا وكفروا من اعتقد غيرها، وأحرزوا لأنفسهم ولمن دعوهم إليها بركتها وخيرها، وأفضوا إلى ما قدموه من ثواب اعتقادهم لها، واستمساكهم بها، وإرشاد العباد إليها، وحملهم إياهم عليها


، فاستخرت الله تعالى وأثبت في هذا الجزء ما تيسر منها على سبيل الاختصار، رجاء أن ينتفع به أولو الألباب والأبصار،


والله سبحانه يحقق الظن، ويجزل علينا المن بالتوفيق والاستقامة على سبيل الرشد والحق بمنه وفضله.

قلت وبالله التوفيق.


[عقيدة أصحاب الحديث]


أصحاب الحديث، حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم،


يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة والنبوة،


ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله،


أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه


، ويثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسم


، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه،

فيقولون إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله- عز من قائل:

(يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي)


ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله


، ولا يكيفونهما بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة، خذلهم الله،


وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف، ومن عليهم بالتعريف والتفهيم،

حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه،

وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه

، واتبعوا قول الله عز وجل:

( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق