الخميس، 8 ديسمبر 2011

شرح أسماء الله الحسنى ...للشيخ السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

إنَّ الله قد جعل لكل مطلوب سبباً وطريقاً يوصل إليه ، والإيمان هو أعظم المطالب وأهمها ،


وقد جعل الله له أسباباً تجلبه وتقويه ،

كما كان له أسباب تضعفه وتوهيه .


ومن أعظم ما يقوِّي الإيمان ويجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها ، والتعبد لله بها قال الله تعالى

** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون }

(وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن لله تسعةً وتسعين اسماً ؛ مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة "

أي من حفظها ، وفهم معانيها ومدلولها ، وأثنى على الله بها ، وسأله بها ، واعتقدها دخل الجنة .


والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون .


فُعُلِمَ أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان ، وقوته وثباته .

ومعرفة الأسماء الحسنى بمراتبها الثلاث

إحصاء ألفاظها وعددها ، وفهم معانيها ومدلولها ، ودعاء الله بها دعاءَ الثناء والعبادة ، ودعاء المسألة - وهي أصل الإيمان ، والإيمان يرجع إليها ، لأن معرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة

توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات


وهذه الأنواع هي روح الإيمان وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفةً بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه ، وقوي يقينه .


فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، من غير تعطيل ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تكييف . بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان ،


فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في إيمانه ، وقوة يقينه ، وطمأنينة في أحواله ، ومحبة لربه فمن عرف الله بأسمائه ، وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .


ولهذا كانت المعطلة والفرعونية ، والجهمية قُطَّاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى محبة الله تعالى))

انظر مدارج السالكين لابن القيم 3/17 والتوضيح والبيان لشجرة الإيمان لعبد الرحمن السعدي ص 39 وبدائع الفوائد لا بن القيم 1/164.( نقلاً عن كتاب للشيخ سعيد القحطاني وفقه الله .

------------

1)الإلـــــه

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

((والإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فقد دخل في هذا الاسم جميع الأسماءالحسنى

ولهذا كان القول الصحيح إن الله أصله الإله وأن اسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات

العلى والله أعلم))الحق الواضح المبين (ص104).

2)الله

قال رحمه الله تعالى

((الله هو المألوه المعبود، ذو الألوهية، والعبودية على خلقه أجمعين، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هى صفات الكمال .))التفسير (5/620).

(وأخبر أنه الله الذي له جميع معاني الألوهية وأنه هو المألوه المستحق لمعاني الألوهية كلها، التي توجب أن يكون المعبود وحده المحمود وحده المشكور وحده المعظم المقدس ذو الجلال والإكرام ) بهجة قلوب الأبرار (ص165).

واسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى، والصفات العلى، والله أعلم.

فإذا تدبر اسم الله عرف أن الله تعالى له جميع معاني الألوهية، وهي كمال الصفات والإنفراد بها، وعدم الشريك في الأفعال لأن المألوه إنما يؤله لماقام به من صفات الكمـال فيحب ويخضع له لأجلها،

والباري جل جلاله لا يفوته من صفات الكمال شيء بوجه من الوجوه، أو يؤله أو بعبد لأجل نفعه وتوليه ونصره فيجلب النفع لمن عبده فيدفع عنه الضرر،

ومن المعلوم أنَّ الله تعالى هو المالك لذلك كله، وأنَّ أحداً من الخلق لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا

فإذا تقرر عنده أنَّ الله وحده المألوه أوجب له أن يعلق بربه حبه وخوفه ورجاءه، وأناب إليه في كل أموره،


وقطع الإلتفات إلى غيره من المخلوقين ممن ليس له من نفسه كمال ولا له فعال



ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.))

المواهب الربانية من الآيات القرآنية (ص62)
 

هناك تعليقان (2):